كتاب الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
69 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ارْضَ بِقَضَاءِ اللهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عُسْرٍ وَيُسْرٍ, فَإِنَّ ذَلِكَ أَقَلُّ لِهَمِّكَ, وَأَبْلَغُ فِيمَا تَطْلُبُ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِكَ, وَاعْلَمْ أَنَّ الْعَبْدَ لَنْ يُصِيبَ حَقِيقَةَ الرِّضَا, حَتَّى يَكُونَ رِضَاهُ عِنْدَ الْفَقْرِ، كَرِضَاهُ عِنْدَ الْغِنَاء وَالْبَلاَءِ، كَيْفَ تَسْتَقْضِي اللَّهَ فِي أَمْرِكَ, ثُمَّ تَسْخَطُ إِنْ رَأَيْتَ قَضَاءَهُ مُخَالِفًا لِهَوَاكَ, وَلَعَلَّ مَا هَوَيْتَ مِنْ ذَلِكَ لَوْ وُفِّقَ لَكَ لَكَانَ فِيهِ هَلَكَتُكَ, وَتَرْضَى قَضَاءَهُ إِذَا وَافَقَ هَوَاكَ, وَذَلِكَ لِقِلَّةِ عِلْمِكَ بِالْغَيْبِ, وَكَيْفَ تَسْتَقْضِيهِ إِنْ كُنْتَ كَذَلِكَ مَا أَنْصَفْتَ مِنْ نَفْسِكِ وَلاَ أَصَبْتَ بَابَ الرِّضَا.
الصفحة 92
673