كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

قوله: "القَابِضُ (¬1) البَاسِط (¬2) " في القرآن: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} (¬3) وفسراه بما تراه.
وقال غيرهما (¬4): هو الذي يقبض الأرواح [و] (¬5) الأشباح عند الممات، ويبسط الأرواح في
¬__________
(¬1) القبض: صفة فعلية لله - عز وجل - ثبتت بالكتاب والسنة، والقابض من أسماء الله تعالى.
قال تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)} [البقرة: 245].
وأخرج البخاري رقم (7382)، ومسلم رقم (2787) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وفيه: "يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ... ".
قال أبو يعلى الفراء في "إبطال التأويلات" (ص 168) بعد ذكر حديث: "إن الله خلق آدم من قبضته قبضها ... " اعلم أنه غير ممتنع إطلاق القبض عليه سبحانه، وإضافتها إلى الصفة التي هي اليد التي خلق بها آدم؛ لأنه مخلوق باليد من هذه القبضة، فدل على أنها قبضة باليد، وفي جواز إطلاق ذلك أنه ليس في ذلك ما يُحيلُ صفاته ولا يخرجها عمَّا تستحقه.
انظر: شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (1/ 140)، "الصواعق المرسلة" (2/ 171).
(¬2) البسط صفة فعلية ثابتة بالكتاب والسنة، والباسط اسم من أسمائه - عز وجل -.
قال تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)} [البقرة: 245].
وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [الإسراء: 30].
عن أنس - رضي الله عنه -: " ... إن الله هو المسعَّر القابض الباسط الرازق، وإني لأرجو الله أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في دم ولا مال".
[أخرجه أحمد في "المسند" (3/ 156)، والترمذي رقم (1314)، وأبو داود رقم (3451)، وابن ماجه رقم (2200)، وابن حبان في صحيحه رقم (4935)، وهو حديث صحيح].
وقال ابن مندة في "كتاب التوحيد" (2/ 93): "ومن أسماء الله - عز وجل - الباسط، صفة له".
انظر: "التدمرية" (ص 29)، "شأن الدعاء" للخطابي (ص 57 - 58).
(¬3) سورة البقرة: 245.
(¬4) وهو القشيري في شرحه لأسماء الله الحسنى (ص 120).
(¬5) في المخطوط (من)، وما أثبتناه من شرح القشيري.

الصفحة 109