كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

شيئاً أسأله الله، فقال: "يا عباس! يا عم رسول الله! سل الله العافية في الدنيا والآخرة". قال الترمذي (¬1): حديث صحيح.
وفي الترمذي (¬2) [أيضاً] (¬3): أن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أي الدعاء أفضل؟ فقال: "سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة" ثم أتاه في اليوم الثاني فقال: يا رسول الله! أي الدعاء أفضل؟ فقال له مثل ذلك، ثم أتاه يوم الثالث فقال له مثل ذلك، قال: "فإذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت". وقال (¬4): حديث حسن.
وفي "سنن الترمذي" (¬5) أيضاً: أنه قام أبو بكر على المنبر ثم بكى، ثم قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الأول على المنبر ثم بكى فقال: "اسألوا الله العفو والعافية، فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية".
قوله: "مما نزل" أما نفعه فيما نزل فتصبره عليه وتحمله له ورضاه به، حتى لا يكون في نزوله متمنياً خلاف ما كان.
قوله: "ومما لم ينزل" فنفعه فيه صرفه عنه [و] (¬6) عده قبل نزوله بتأييد من عنده حتى يخف عليه أعباء ذلك إذا نزل به.
¬__________
(¬1) في "السنن" (5/ 534).
(¬2) في "السنن" رقم (3512).
وأخرجه ابن ماجه رقم (3848)، وهو حديث ضعيف، والله أعلم.
(¬3) زيادة من (أ).
(¬4) في "السنن" (5/ 534).
(¬5) في "السنن" رقم (3558)، وهو حديث حسن.
(¬6) في (أ): "أو".

الصفحة 12