المنظر، فهذا رمز إلى تفهم مبدأ الطريق إلى معرفة هذا الاسم. وشرحه يحتاج مجلدات، فإنه من الأسماء المشتقة من الأفعال ولا يفهم إلا بمعرفة الأفعال.
فائدة (¬1): يتخلق العبد من هذا الاسم بأن يتصف بالعدل في ما أمر به، فيعدل أولاً في صفات نفسه فيجعل شهوته وغضبه أسيرين تحت عقله ودينه، فإذا جعل العقل خادماً للشهوة والغضب فقد ظلم نفسه، ويجعل أوامر الشرع متبوعة ونواهيه مجتنبة، وعدله في أعضائه باستعمال كل عضو لما أذن فيه الشارع، ويعدل في أهله وإن اتسع نطاق ولايته عدل في رعاياه بتحكيم أوامر الله له ولهم وعليه وعليهم، وهذا باب لا تتسع لفتحه هذه التعليقة.
قوله: "اللَّطِيْفُ" (¬2):
¬__________
(¬1) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 102 - 103)، وانظر: "شرح القشيري لأسماء الله الحسنى" (ص 131 - 132).
(¬2) اللطف صفة ثابتة لله - عز وجل - بالكتاب والسنة، واللطيف من أسماء الله - عز وجل -.
الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعام: 103].
2 - قوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} [الشورى: 19].
الدليل من السنة: حديث عائشة - رضي الله عنها - في تتبعها للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما خرج من عندها خفية لزيارة البقيع، وفيه قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما لك يا عائش، حشياً رابية؟ " قالت: قلت: لا شيء. قال: "لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير" رواه مسلم (974).
قال ابن منظور في "اللسان": "اللُّطف واللَّطف: البر والتكرمة والتَّحفِّي ... اللطيف: صفة من صفات الله، واسم من أسمائه، ومعناه والله أعلم: الرفيق بعباده".
قال ابن القيم في "النونية" (2/ 85): =