كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

فائدة (¬1): يتخلق العبد من هذا بالحلم عن معاجلة عداءه بالانتقام، وعن الطيش عند طروق ما لا تطيقه الأفهام.
قوله: "العَظِيْم" (¬2) تقدم [444 ب] أنهما أسقطا تفسيره.
¬__________
(¬1) قال الخطابي في "شأن الدعاء" (ص 64): ويقال: لم يصف الله سبحانه أحداً من خلقه بصفة أعز من الحلم، وذلك حين وصف إسماعيل به، ويقال: إن أحداً لا يستحق اسم الصلاح حتى يكون موصوفاً بالحكم، وذلك أن إبراهيم صلوات الله عليه دعا ربه فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)} [الصافات: 100]، فأجيب بقوله: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)} [الصافات: 101]، فدل على أن الحلم أعلى مآثر الصلاح، والله أعلم.
وانظر: "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص 257).
(¬2) العظمة: صفة ذاتية ثابتة لله - عز وجل - بالكتاب والسنة، والعظيم اسم من أسمائه.
الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)} [البقرة: 255].
2 - وقوله: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)} [الواقعة: 74].
3 - وقوله: {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)} [الحاقة: 33].
الدليل من السنة:
1 - حديث أنس - رضي الله عنه - في الشفاعة، وفيه: "فيقال لي: يا محمَّد! ارفع رأسك وقيل يسمع لك، واشفع تشفع. فأقول: يا رب! فيمن قال: لا إله إلا الله والله أكبر. فيقول: وعزتي وجلالي وعظمتي؛ لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله". رواه البخاري (7510)، ومسلم (326 - 193).
2 - حديث ابن عباس - رضي الله عنه - في دعاء الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم ... " رواه البخاري (7431)، ومسلم (2730).
قال الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (1/ 130): "ومن أسمائه تعالى العظيم: العظمة صفة من صفات الله، لا يقوم لها خلق، والله تعالى خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضاً، فمن الناس من يعظم لمال، =

الصفحة 125