وفسره شراح الأسماء (¬1) بأنه الذي جاوزت إحاطته جميع حدود العقول حتى لم يتصور الإحاطة بكنهه، وأطالوا في تصوير إحاطة بصر البشر بالأشياء.
قالوا: لأن اسم العظيم إنما وضع في الأصل للأجسام، يقال: هذا الجسم عظيم إذا كان امتداد مساحته في الطول والعرض والعمق أكثر منه، ثم هو ينقسم إلى: عظيم يملأ العين وتأخذ منه مأخذاً، وإلى ما لا يتصور أن يحيط [البصر] (¬2) بجميع أطرافه كالأرض والسماء، فإن الغيل عظيم والجبل عظيم، ولكن البصر يحيط بأطرافه؛ فهو عظيم بالإضافة [إلى ما دونه] (¬3).
وأما الأرض فلا يتصور أن يحيط البصر بأطرافها وكذا السماء وذلك هو العظيم المطلق في مدركات البصر، والله أحاط كل شيء سبحانه، وقد وصف تعالى عرشه بأنه عظيم، وهذا الوصف الكريم أكثر مجيئه رديفاً للعلي، العلي العظيم وعظمته تعالى لا تحيط (¬4) العقول بحقيقتها كسائر أسمائه. [278/ أ]
¬__________
= ومنهم من يعظم لفضل، ومنهم من يعظم لعلم، ومنهم من يعظم لسلطان، ومنهم من يعظم لجاه، وكل واحد من الخلق إنما يعظم لمعنى دون معنى، والله - عز وجل - يعظم في الأحوال كلها".
وقال الأزهري في "تهذيب اللغة" (2/ 303): "ومن صفات الله - عز وجل -: العلي العظيم ... وعظمة الله لا تُكيَّف ولا تُحدُّ ولا تُمثَّل بشيء، ويجب على العباد أن يعلموا أنه عظيم كما وصف نفسه، وفوق ذلك؛ بلا كيفية ولا تحديد". اهـ
(¬1) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 107)، وانظر: "شرح أسماء الله" للرازي (ص 258)، "شأن الدعاء" (ص 64 - 65).
(¬2) زيادة من "المقصد الأسنى" (ص 107).
(¬3) زيادة من "المقصد الأسنى" (ص 105)، وهي من مستلزمات النص.
(¬4) في (أ. ب) كلمة: "بها" مضروب عليها.