كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

[قوله] (¬1): "الحَفِيْظ" (¬2) [446 ب] أي: الحافظ (¬3) لكل شيء، فهو حافظ أنفس العباد، وأن {كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)} (¬4) وحافظ الذكر على العباد {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} (¬5).
¬__________
(¬1) زيادة من (ب).
(¬2) الحفظ: صفة من صفاته تعالى الثابتة بالكتاب والسنة، من أسمائه: (الحافظ، والحفيظ).
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)} [هود: 57].
وقوله تعالى: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)} [يوسف: 64].
الدليل من السنة:
حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - المشهور: " ... احفظ الله يحفظك ... ". رواه الترمذي (2518)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وهو كما قال، وأحمد (2804، 2669).
يقول ابن القيم في "النونية" (2/ 83):
وَهْوَ الحَفِيظُ عَلَيْهِم وَهْوَ الكَفِيلُ ... بِحِفْظِهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ عانِ
"ومن أسمائه سبحانه: الحفيظ، وله معنيان: أحدهما: أنه يحفظ على العباد ما عملوه من خير وشر، وعرف ونكر، وطاعة ومعصية ...
والمعنى الثاني من معنيي الحفيظ: أنه تعالى الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون ... وحفظه لخلقه نوعان: عام وخاص. فالعام هو حفظه لجميع المخلوقات ... والنوع الثاني: حفظه الخاص لأوليائه حفظاً زائداً على ما تقدم؛ يحفظهم عما يضرّ إيمانهم ويزلزل يقينهم ... ".
انظر: "شرح النونية" للهراس (2/ 83) باختصار، "شأن الدعاء" (ص 67 - 68).
(¬3) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 114 - 115).
(¬4) سورة الطارق: 4.
(¬5) سورة الحجر: 9.

الصفحة 132