كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

وحافظ [أعمالهم] (¬1) {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11)} (¬2) وهو حافظ السماوات عن الانفطار، وحافظ الأرض عن الانشقاق، فهو ممسك (¬3) السماوات والأرض أن تزولا، وحفظه تعالى داخل في كل شيء لو عددناه لطال، وقد عدّده شراح الأسماء.
فائدة (¬4): يتخلق العبد من هذه الصفة بأن يكون حافظاً لجوارحه وقلبه ويحفظ دينه عن سطوة الغضب، [وجلابة] (¬5) الشهوة وخداع النفس وغرور الشيطان فإنه على شفا جرف، وقد اكتنفته هذه المهلكات، ولا سلامة له إلا بحفظ الله، فالله خير حفظاً (¬6).
قوله: "المُقِيْت" (¬7) فسراه بما تراه.
¬__________
(¬1) في (ب): "أعماله".
(¬2) سورة الانفطار: 10 - 11.
(¬3) لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} [فاطر: 41].
(¬4) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 116).
(¬5) في (ب): "وغلابة".
(¬6) قال تعالى: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا} [يوسف: 64].
(¬7) يوصف الله - عز وجل - بأنه مقيت، يقدر لعباده القوت، ويحفظ عليهم رزقهم، وهذا ثابت بالكتاب العزيز.
انظر: "شأن الدعاء" (ص 68 - 69).
قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)} [النساء: 85].
قال ابن جرير في "جامع البيان" (8/ 583): "اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)} [النساء: 85] قال بعضهم: تأويله: وكان الله على كل شيء حفيظاً وشهيداً"، ونقل بإسناده هذا القول عن ابن عباس ومجاهد.
ثم قال: "وقال آخرون: معنى ذلك: القائم على كل شيء بالتدبير"، ونقل بإسناده قول عبد الله بن كثير: "المقيت: الواهب".
ثم قال: "وقال آخرون: هو القدير، ونقل ذلك بإسناده عن السدي وابن زيد". =

الصفحة 133