كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

قوله: "الحَسِيْب" (¬1) فسراه بالكافي، وزاد شراح الأسماء (¬2): فهو حسب (¬3) كل أحد وكافيه، وهو وصف لا يتصور حقيقة لغيره تعالى، فإن الكفاية يحتاج إليها المكفي لوجوده
¬__________
(¬1) يوصف الله - عز وجل - بأنه الحسيب، وهو اسم له ثابت بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب:
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)} [النساء: 86].
وقال تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)} [النساء: 6].
الدليل من السنة:
ما أخرجه البخاري رقم (6162)، ومسلم رقم (3000) من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - وفيه: " ... إن كان أحدكم مادحاً لا محالة، فليقل: أحسب كذا وكذا - إن كان يريك أنه كذلك - وحسيبه الله، ولا يزكي على الله أحد".
وما أخرجه البخاري رقم (2641) عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " ... فمن أظهر لنا خيراً أمنّاه وقربناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته ... ".
وأخرج ابن جرير في "جامع البيان" (6/ 429) عن السدي: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)} [النساء: 6] يقول: شهيداً.
ثم قال ابن جرير: يقال منه: قد أحسبني الذي عندي، يراد به: كفاني.
وقال في "جامع البيان" (7/ 278) في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)} [النساء: 86] أصل الحسيب في هذا الموضع عندي فعيل من الحساب، الذي هو في معنى الإحصاء، يقال منه: حاسبت فلاناً على كذا وكذا وفلان يحاسبه على كذا وكذا، فهو حسيبه، وذلك إذا كان صاحب حسابه.
فالحسيب: الحفيظ والكافي، والشهيد والمحاسب.
انظر: "شأن الدعاء" (ص 69 - 70).
(¬2) "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص 155 - 156)، "اشتقاق أسماء الله" للزجاجي (ص 129 - 130).
(¬3) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 117 - 118).

الصفحة 135