كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

في شرح الأسماء (¬1) أنه الشريف ذاته، الجميل أفعاله، الجزيل عطاؤه ونواله، فكل شريف الذات إذا قارنه حسن الفعال سمي ماجداً أو مجيد أيضاً، لكن أحدهما دال على المبالغة، وكأنه يجمع (¬2) اسم الجليل والوهاب والكريم.
قوله: "البَاعِث" (¬3) هو الذي يحيي الخلق يوم النشور ويبعث من في القبور ويحصل ما في الصدر، والبعث هو النشأة الآخرة.
¬__________
= حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - وفيه: "ربنا ولك الحمد ... أهل الثناء والمجد، أحق ما قاله العبد ... " مسلم رقم (477).
قال ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص 174): "وأما المجد؛ فهو مستلزم للعظمة والسعة والجلال، كما يدل على موضوعه في اللغة، فهو دال على صفات العظمة والإجلال، والحمد يدل على صفات الإكرام، والله سبحانه ذو الجلال والإكرام، وهذا معنى قول العبد: لا إله إلا الله والله أكبر، فلا إله دال على ألوهيته وتفرده فيها، فألوهيته مستلزم محبته التامة، والله أكبر دال على مجده وعظمته".
وقال السعدي في تفسيره (5/ 300): "والمجيد الكبير العظيم الجليل: وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال ... ".
(¬1) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 129).
(¬2) قال ابن منظور في "لسان العرب" المجد: المروءة والسخاء، والمجد: الكرم والشرف، والمجيد: من صفات الله عَزَّ وَجَلَّ، وفعيل أبلغ من فاعل، فكأنه يجمع معنى الجليل والوهّاب والكريم.
(¬3) قال القرطبي في "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" (1/ 474): ورد في القرآن فعلاً فقال: {ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى} [الأنعام: 60]، وقال: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ} [البقرة: 56]، وقال: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} [الجمعة: 2]، وجاء في حديث أبي هريرة الباعث، وأجمعت عليه الأمة.
انظر: "اشتقاق أسماء الله" للزجاجي (ص 168)، "شأن الدعاء" (ص 75)، "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص 289 - 290).

الصفحة 142