كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

قوله: "القَويُ (¬1) المتِيْن (¬2) " بالتاء الفوقية فمثناة تحتية والقوة (¬3) تدل على القدرة التامة، والمتانة تدل على شدة القوة، والله من حيث أنه بالغ القدرة تامها قوي، ومن حيث أنه شديد القوة متين، وذلك يرجع إلى معنى القدرة.
قوله: "الوَليْ" (¬4):
¬__________
(¬1) القوة صفة ذاتية لله - عز وجل - ثابتة بالكتاب والسنة، و (القوي) من أسماء الله تعالى.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)} [الشورى: 19].
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 58].
ما أخرجه أحمد في "المسند" (5/ 297) بسند صحيح عن أبي قتادة - رضي الله عنه - وفيه: " ... يا رسول الله! رجل صام الأبد؟ قال: لا صام ولا أفطر، قال: صوم يومين وإفطار يوم. قال: ومن يطيق ذلك؟ قال: إفطار يومين وصوم يوم، قال: ليت الله قوّانا لذلك ... ".
انظر: "شأن الدعاء" (ص 77)، "تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج (ص 54).
(¬2) المتين، فالمتانة صفة ذاتية ثابتة لله - عز وجل - بالكتاب، والمتين من أسمائه سبحانه وتعالى.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 58].
قال ابن منظور في "لسان العرب": والمتين في صفة الله القوي، والمتانة: الشدة والقوة، فهو من حيث إنه بالغ القدرة شاقها قوي، ومن حيث إنه شديد القوة متين.
انظر: "معاني القرآن" للزجاج (5/ 59)، "معاني القرآن" للفراء (3/ 90).
(¬3) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 136).
(¬4) الولي، يوصف الله - عز وجل - بأنه ولي الذين آمنوا ومولاهم، و (الولي) والمولى: اسمان لله تعالى ثابتان بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب: =

الصفحة 147