كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

هو المحمود (¬1) المثنى عليه من كل خلق، {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} (¬2) والتسبيح ثناء على الله يحمد تعالى نفسه ويحمده كل شيء.
قوله: "المحصِيْ" (¬3) هو العالم (¬4)، ولكن إذا أضيف العلم إلى المعلومات من حيث يحصر المعلومات، ويعدها ويحيط بها سمي إحصاء.
والمحصي المطلق هو الذي ينكشف في علمه كل معلوم وعدده ومبلغه، {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)} (¬5).
قوله: "المبدي المعيد" (¬6):
¬__________
= قال ابن منظور في "لسان العرب": "الحميد من صفاته سبحانه وتعالى، بمعنى المحمود على كل حال، وهو فعيل بمعنى مفعول".
انظر: "شأن الدعاء" ص (78)، "تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج (ص 55).
(¬1) انظر: "المقصد الأسنى" (137 - 138)، "تفسير القشيري لأسماء الله الحسنى" (ص 199 - 200)، "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص 302).
(¬2) سورة الإسراء: 44.
(¬3) انظر: "تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج (ص 55)، "شأن الدعاء" (ص 79).
(¬4) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 138).
(¬5) سورة الجن: 28.
(¬6) قال القرطبي في "الأسنى أسماء الله الحسنى" (1/ 386): نطق بهما التنزيل فعلاً، فقال: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)} [البروج: 13]، وجاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وهو حديث ضعيف، تقدم نصه وتخريجه.
وقال الخطابي في "شأن الدعاء": المبدئ الذي أبدا الأشياء، أي: ابتدأها مخترعاً فأوجدها عن عدم.
والمعيد: هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات، ثم يعيدهم بعد الموت إلى الحياة، كقوله: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)} [البقرة: 28]. =

الصفحة 149