كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

معناه (¬1) الموجود لكن الإيجاد إذا لم يكن مسبوقاً بمثله يسمى إعادة، والله تعالى بدأ الخلق [452 ب] ثم هو الذي يعيدهم، أي: يعيدهم نشأة أخرى ثم يحشرهم، والأشياء كلها منه بدأت وإليه تعود، وبه بدأت وبه تعود.
قوله: "المميت" (¬2):
¬__________
= وكقوله: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)} [البروج: 13].
انظر: "تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج (ص 55 - 56).
(¬1) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 139).
(¬2) يوصف الله - عز وجل - بأنه المحيي والمميت، وهذا ثابت بالكتاب والسنة، وهما صفتان فعليتان خاصتان بالله - عز وجل -، وليسا هما من أسماء الله - عز وجل -.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)} [البقرة: 28].
وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)} [الحج: 66].
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)} [فصلت: 39].
الدليل من السنة:
ما أخرجه البخاري رقم (6314) من حديث حذيفة - رضي الله عنه - في دعاء الاستيقاظ من النوم: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
وما أخرجه البخاري رقم (6351)، ومسلم رقم (2680) من حديث أنس - رضي الله عنه -: "اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي".
قال البيهقي في "الاعتقاد" (ص 62): "المحيي: هو الذي يحيي النطفة الميتة، فيخرج منها النسمة الحية، ويحيي الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث، ويحيي القلوب بنور المعرفة، ويحيي الأرض بعد موتها، بإنزال الغيث، وإنبات الرزق. المميت: هو الذي يميت الأحياء، ويوهي بالموت قوة الأقوياء".

الصفحة 150