هو أيضاً راجع (¬1) إلى الإيجاد، ولكن الموجود إذا كان هو الحياة يسمى فعله إحياء، وإذا كان هو الموت يسمى فعله إماتة، ولا خالق للموت والحياة إلا الله {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (¬2).
قوله: "الحي" هو الفعَّال الدَّرَّاك، حتى أن من لا فعل له أصلاً ولا إدراك فهو ميت، [وأول] (¬3) درجات الإدراك أن يشعر المدرك بنفسه، فما لا يشعر بنفسه فهو الجماد والميت.
فالحي (¬4) الكامل المطلق هو الذي منهاج جميع المدركات تحت إدراكه، وجميع الموجودات تحت فعله، حتى لا يشذ عن علمه مدرك، ولا عن فعله مفعول، [وذلك الله تعالى] (¬5) فهو الحي المطلق، وكل حي سواه فحياته بقدر إدراكه وفعله، وذلك محصور قليل.
¬__________
(¬1) وعبارة الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 139) هذا أيضاً يرجع إلى الإيجاد ..
(¬2) سورة الملك: 2.
(¬3) الذي في "المقصد": "أقل".
(¬4) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 140).
(¬5) الأولى قوله: وكل ذلك لله تعالى.