قوله: "العَفُو" (¬1) هو الذي (¬2) يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من [458 ب] معنى الغفور، لكنه أبلغ منه؛ فإن الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من الستر.
وتخلق (¬3) العبد من هذه الصفة هو أن يعفو عمن ظلمه، بل يحسن إليه، كما أن الله محسن إلى العصاة والكفرة في دار الدنيا، ولم يعاجلهم بالعقوبة.
قوله: "الرَّؤُوف" (¬4) أي: ذو الرأفة.
¬__________
(¬1) العَفو والمعافاة صفة فعلية لله - عز وجل - ثابتة له بالكتاب والسنة. ومعناها: الصفح عن الذنوب. والعفو اسم لله تعالى.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)} [النساء: 43].
وقوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: 43].
الدليل من السنة:
ما أخرجه مسلم في صحيحه رقم (963) وفيه: "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه ... ".
وما أخرجه مسلم رقم (486) من حديث عائشة - رضي الله عنها -: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك ... ".
قال السعدي في تفسيره (5/ 300): "العفو، الغفور، الغفار: الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفاً، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفاً".
(¬2) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 150).
(¬3) انظر: "شرح الأسماء الحسنى" للرازي (ص 339)، "شرح القشيري لأسماء الله الحسنى" (ص 239).
(¬4) الرأفة صفة ثابتة لله - عز وجل -، وذلك من اسمه (الرؤوف) وهو ثابت بالكتاب.
الدليل: قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)} [النور: 20].
وقوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)} [الحشر: 10]. =