كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

هو (¬1) الذي إليه ترجع الأملاك وذلك هو الله سبحانه، إذ هو الباقي بعد فناء خلقه، وإليه مرجع كل شيء ومصيره [286/ أ]، وهو القائل إذا قال: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} (¬2) وهو المجيب: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)} (¬3). [464 ب].
قوله: "الرَّشِيْد" (¬4) هو (¬5) الذي تنساق تدبيراته إلى غاياتها على سنن السداد، من غير إشارة مشير، وتسديد مسدد، وإرشاد مرشد، وهو الله - سبحانه وتعالى -، وهو الذي أرشد كل عبد إلى تدابيره بقدر هدايته، وإلى إصابة مراده في ديناه ودنياه.
¬__________
= وقوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23)} [الحجر: 23].
قال الزجاج في "تفسير أسماء الله الحسنى" (ص 65): (الوارث) كل باقٍ بعد ذاهب فهو وارث.
وقال ابن منظور في "اللسان" مادة (ورث): الوارث: صفة من صفات الله - عز وجل -، وهو الباقي الدائم، الذي يرث الخلائق، ويبقى بعد فنائهم.
وانظر: "شأن الدعاء" (ص 96 - 97).
وقال البيهقي في "الاعتقاد" (ص 66): الباقي: هو الذي دام وجوده، والبقاء له صفة قائمة بذاته. وفي معناه الوارث.
(¬1) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 160).
(¬2) سورة غافر: 16.
(¬3) سورة إبراهيم: 48.
(¬4) الرُّشد: صفة لله - عز وجل -، قال الخطابي في "شأن الدعاء" (ص 97): الرشيد: هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، فعيل بمعنى مُفعِل، ويكون بمعنى الحكيم ذي الرشد؛ لاستقامة تدبيره، وإصابته في أفعاله.
والرشيد ليس من أسماء الله سبحانه.
انظر: "شرح النونية" (2/ 297 - للهراس).
(¬5) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص 161)، وانظر: "شرح القشيري لأسماء الله الحسنى" (ص 265).

الصفحة 181