كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

أخرجه الستة (¬1) إلا النسائي. [صحيح]
وفي أخرى لمسلم (¬2): "إِنَّ الله تَعَالَى يُمْهِلُ، حَتَّى إِذا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّماءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، أَنَا المَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي" الحديث.
والمراد: نزول (¬3) الرحمة والألطاف الإلهية.
¬__________
(¬1) البخاري رقم (1145)، وطرفاه رقم (6321، 7494)، ومسلم رقم (758)، وأبو داود رقم (1315)، والترمذي رقم (446، 3498)، ومالك في "الموطأ" (1/ 214)، وابن ماجه رقم (1366)، وهو حديث صحيح.
(¬2) في صحيحه رقم (172/ 758) عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يمهل، حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر".
(¬3) اعلم أن النزول إلى السماء الدنيا صفة فعلية ثابتة لله - عز وجل - بالسنة الصحيحة المتواترة.
الدليل:
حديث النزول المشهور: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ... " رواه البخاري (7494)، ومسلم (758) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
قال أبو سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" (ص 79) بعد أن ذكر ما يثبت النزول من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا، لا ينكرها منهم أحد، ولا يمتنع من روايتها". اهـ وقال إمام الأئمة محمَّد بن خزيمة في "كتاب التوحيد" (1/ 289): "باب: ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام، رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا كل ليلة: نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب، من غير أن نصف الكيفية؛ لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه - عليه السلام - بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم؛ فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول، غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية؛ إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يصف لنا كيفية النزول. =

الصفحة 19