كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

"جَوْفُ اللَّيْلِ": المراد به الأوقات التي يخلو الإنسان فيها بربه في أثناء الليل، "وَدُبُرُ كُلِّ شَيْءٍ" وراؤه وعَقِبُهُ، والمراد بعد الفراغ من الصلوات.
قوله: "في حديث أبي أمامة: جوف الليل الآخر" في "النهاية" (¬1): أي ثلثه الآخر، وهو الجزء الخامس من أسداس الليل. انتهى. وفسره المصنف بما ترى.
قوله: "بعد الفراغ من الصلوات" ظاهره بعد الخروج منها، وقال بعض العلماء: دبر الحيوان فيه، فالمراد هنا: قبل الخروج منها في آخر التشهد، وقد ثبت فيه حديث: "وليتخير من الدعاء ما شاء" (¬2) أي: بعد التشهد قبل الخروج من الصلاة بالسلام. والمصنف فسره: بعد الفراغ منها.
وترجم البخاري (¬3) بقوله: باب الدعاء بعد الصلاة، قال الحافظ (¬4): أي المكتوبة. وفي هذه الترجمة رد على من زعم أن الدعاء بعد الصلاة لا يشرع، متمسكاً بما أخرجه مسلم (¬5) عن عائشة: كان رسول الله [393 ب]- صلى الله عليه وسلم -[لم يقعد] (¬6) إلا قدر ما يقول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام".
¬__________
(¬1) "النهاية في غريب الحديث" (1/ 310).
وانظر: "الفائق" للزمخشري (2/ 196)، "غريب الحديث" للخطابي (1/ 39).
(¬2) أخرجه أحمد (1/ 382)، والبخاري رقم (831)، ومسلم رقم (58/ 402)، وأبو داود رقم (968)، وابن ماجه رقم (899)، والنسائي في "الكبرى" رقم (1201) كلهم من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(¬3) في صحيحه (11/ 132 الباب رقم 18 - مع الفتح).
(¬4) في "فتح الباري" (11/ 133).
(¬5) في صحيحه رقم (592).
وأخرجه أحمد (6/ 62، 184، 235)، والترمذي في "السنن" (298) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجه رقم (924). وهو حديث صحيح.
(¬6) في (أ، ب): "لا يقف"، وما أثبتناه ومن مصادر الحديث.

الصفحة 21