كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

والجواب: أن المراد بالنفي المذكور نفي استمراره جالساً على [هيئته] (¬1) قبل السلام، بل يتحول ويقبل على أصحابه. وأطال (¬2) في البحث ونقل كلام ابن القيم (¬3) ورده وادعاء الإجماع على أن المراد بدبر الصلاة: بعد السلام.
11 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذانِ والإِقامَةِ". قِيلَ: مَاذَا نَقُولُ يا رسول الله؟ قَالَ: "سلُوا الله العافِيَة في الدَّنْيَا والآخِرَةِ". أخرجه أبو داود (¬4) والترمذي (¬5)، وهذا لفظه. [صحيح]
قوله: "في حديث أنس أخرجه أبو داود والترمذي وهذا لفظه".
قلت: بوب له الترمذي (¬6) بقوله: باب ما جاء في أن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، ثم روى حديث أنس بلفظ: "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة" فقط، وقال: قال أبو عيسى (¬7): حديث أنس حديث حسن، وقد رواه أبو إسحاق الهمداني عن يزيد بن أبي مريم عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا (¬8). انتهى. وليس فيه: "قيل: ماذا نقول .. " إلى آخره فيما رأيناه.
¬__________
(¬1) في (ب): "هيئة".
(¬2) أي الحافظ في "فتح الباري" (11/ 133 - 134).
(¬3) في "زاد المعاد" (1/ 248، 255).
(¬4) في "السنن" رقم (521).
(¬5) في "السنن" (212، 3594, 3595)، وهو حديث صحيح، والله أعلم.
(¬6) في "السنن" (5/ 577).
(¬7) في "السنن" (5/ 577).
(¬8) وقال الترمذي: وهذا أصح.

الصفحة 22