كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

قوله: "في حديث سهل بن سعد: ثنتان لا ترادن" صفة موصوف [394 ب] محذوف، أي: دعوتان ثنتنان لا تردان، بل تستجابان، وبينهما بقوله: "الدعاء عند النداء" هو إذا أطلق تبادر منه الأذان، وكأن المراد تعبديته بعد الفراغ منه؛ لأن عند إيقاعه المشروع إجابة المؤذن في ألفاظ أذانه والحولقة عند الحيعلة.
قوله: "وعند البأس" مهموز، في "النهاية" (¬1): أنه الخوف، وقد عين هنا محله بقوله: "حين يُلحم بعضهم بعضاً"، في "النهاية" (¬2) أيضاً: يقال: ألحم الرجل واستلحم إذا نشب في الحرب فلم يجد له مخلصاً. انتهى.
فالمراد حين ينشب بعضهم بعضاً وهو بضم حرف المضارعة من لحم، يقال: ألحم فهو ملحوم إذا قتل، كذا وجدته [262/ أ].
وقوله: "تحت المطر" أي: عند نزوله، والصف في سبيل الله، هو عند قتال القوم بعضهم بعضاً.
13 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَقْرَبُ ما يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ". أخرجه مسلم (¬3) وأبو داود (¬4) والنسائي (¬5). [صحيح]
قوله: "في حديث أبي هريرة: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" أي: أقرب ساعاته إجابة دعوته حال سجوده وتواضعه لله وتعفير خده له، أو أقرب ما يكون من رحمته
¬__________
(¬1) "النهاية في غريب الحديث" (1/ 97).
(¬2) "النهاية في غريب الحديث" (2/ 592).
(¬3) في صحيحه رقم (215/ 482).
(¬4) في "السنن" رقم (875).
(¬5) في "السنن" رقم (1045، 1120). وهو حديث صحيح.

الصفحة 24