كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

حال ذلك كما يرشد إليه: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)} (¬1)، وأمرهم بإكثار الدعاء عند ذلك القرب، وقد تكرر في الأحاديث (¬2) ذكر هذا المعنى.
14 - وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لا شكَّ في إجابَتِهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوالِدِ عَلَى وَلدِهِ" (¬3) [حسن]
15 - وعن ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ دَعْوَةٌ أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنْ دَعْوَةِ غَائِبٍ لِغائِبٍ" (¬4). أخرجهما أبو داود والترمذي. [ضعيف]

الفصل الثاني: في هيئة الداعي
1 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَسْتُرُوا الجُدُرَ، وَمَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ في النَّارِ، سَلُوا الله تَعَالَى بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا، فَإِذَا فَرَغْتُمْ فامْسَحُوا بِهَا وُجُوهَكُمْ". أخرجه أبو داود (¬5). [ضعيف]
¬__________
(¬1) سورة الأعراف: 56.
(¬2) منها: ما أخرجه مسلم في صحيحه رقم (479)، وأحمد (1/ 219)، والنسائي (2/ 189)، وأبو داود رقم (876) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " ... وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم" وهو حديث صحيح.
(¬3) أخرجه أبو داود رقم (1536)، والترمذي رقم (1905)، وأحمد (2/ 258)، وابن أبي شيبة (10/ 429)، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (32)، والطبراني في "الدعاء" رقم (1314)، وابن حبان رقم (2699)، وهو حديث حسن.
(¬4) أخرجه أبو داود رقم (1535)، والترمذي رقم (1980)، وهو حديث ضعيف.
(¬5) أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (1485)، وأخرجه ابن ماجه رقم (1181)، وهو حديث ضعيف.
ويغني عنه ما أخرجه أبو داود رقم (1486) عن مالك بن يسار السكوني ثم العوني، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها"، وهو حديث حسن.

الصفحة 25