كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

قلت: وقال (¬1): حسن غريب.
5 - وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: "ما رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - شاهِرًا يَدَيْهِ قَطُّ يَدْعُو عَلَى مِنْبَرِهِ، وَلا عَلَى غَيْرِه، وَلَكِنْ رَأَيْتُهُ يَقُوُل هَكَذَا: وَأَشارَ بِالسَّبَّابَةِ، وَعَقَدَ بِالإِبْهامِ والوُسْطَى". أخرجه أبو داود (¬2). [ضعيف]
قوله: "في حديث سهل: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " [397 ب].
يقال: إخبار سهل بعدم رؤيته لا ينافي رواية أنس، ورواية ابن عمر الماضيين كما لا يخفى، بل كل ذلك دل على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك أحياناً ويتركه أحياناً.
قوله: "ولكن رأيته يقول" أي: يفعل، وهذا من إطلاق القول على الفعل، وهذا إنما كان يفعله - صلى الله عليه وسلم - في جلسة التشهد (¬3) كما يأتي.
6 - وعن سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ ربَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا". أخرجه أبو داود (¬4) والترمذي (¬5). [حسن]
قوله: "في حديث سلمان: صفراً" الصفر الخالي (¬6).
¬__________
(¬1) في "السنن" (4/ 557) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(¬2) في "السنن" (1105) وهو حديث ضعيف.
(¬3) يشير إلى الحديث الذي أخرجه أحمد (4/ 318)، والنسائي رقم (889)، وأبو داود رقم (727)، وابن ماجه رقم (867)، وابن خزيمة رقم (714)، والبيهقي في "السنن" (2/ 132) عن وائل بن حجر - رضي الله عنه - أنه قال في صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " .... ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلَّق حلقة، ثم رفع أُصبعه فرأيته يحرِّكها يدعو بها"، وهو حديث صحيح.
(¬4) في "السنن" رقم (1488).
(¬5) في "السنن" رقم (3556)، وأخرجه ابن ماجه رقم (3865)، وهو حديث حسن.
(¬6) "النهاية في غريب الحديث" (2/ 37)، و"الفائق" للزمخشري (2/ 303).

الصفحة 30