كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

2 - وعن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ، لا يَصْعَدُ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيَّ، فَلا تَجْعَلُوني كغُمْرِ الرَّاكِبِ، صَلَّوا عَلَيَّ أوَّلَ الدُّعَاءٍ وَأوْسَطَهُ وَآخِرَهُ" أخرجه الترمذي (¬1) موقوفاً على عمر، ورفعه رزين. [حسن]
"الغُمْرُ" (¬2) القَدَح الصغير كالقعب. والمعنى: أن الراكب يحمل رحله وأزواده، ويترك قعبه إلى آخر ترحاله، ثم يعلقه على آخرة الرحل أو نحوها كالعلاوة فليس عنده بمهم، فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجعلوا الصلاة عليه تبعاً غير مهمة.
قوله: "في حديث عمر: كغمر الراكب" بالغين المعجمة، في "النهاية" (¬3): بضم الغين وفتح الميم، وذكر مثل تفسير المصنف.
قوله: "القدح الصغير" في "القاموس" (¬4): القعب: القدح الضخم الجافي أو إلى الصغر، أو يروى الرجل، جمعه أقعب وقعاب وقعبه. انتهى.
وجزم في النهاية (¬5) بهذا الأخير.
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (486).
قال النووي في "الأذكار": أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى، والثناء عليه، ثم الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذلك يختم بهما، والآثار في هذا الباب كثيرة معروفة.
(¬2) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (4/ 156)، وانظر: "غريب الحديث" للخطابي (1/ 189)، "النهاية في غريب الحديث" (2/ 320).
(¬3) (2/ 320).
(¬4) "القاموس المحيط" (ص 301).
(¬5) (2/ 320).

الصفحة 33