كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

يبدأ بنفسه، كقوله في قصة هاجر: "يرحم الله أم إسماعيل ... " (¬1) الحديث، وقوله لحسان: "اللهم أيده بروح القدس" (¬2)، ولابن عباس: "اللهم فقهه في الدين" (¬3)، ودعاؤه للمسافر ولمن يودعه وغير ذلك.
وإذا عرفت هذا فحديث الترمذي مقيد برواية مسلم، وقد ثبت: "أنه - صلى الله عليه وسلم - دعا لبعض الأنبياء ولم يبدأ بنفسه" كحديث أبي هريرة في البخاري (¬4) وغيره: "رحم الله لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركن شديد"، وحديث البخاري (¬5): "يرحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر" فالبداية بنفسه في الدعاء للأنبياء أغلبي.
5 - وعن أبي مصبح المقرائي عن أبي زهير النميري - رضي الله عنه - قال: "خَرَجْنا مَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ فأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَلحَّ في المَسْأَلَةِ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَمِعُ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوْجَبَ إِنْ خَتَمَ"، فَقِيلَ: بِأَيِّ شَيْءٍ يَختِمُ يا رسول الله؟ قَالَ: "بِآمِينَ"، وانْصَرَفَ، فَقِيلَ لِلرَّجُلِ: يا فُلاَنُ! اخْتِمْ بِآمِينَ، وَأَبْشِرْ". أخرجه أبو داود (¬6). [ضعيف]
"أوْجَبَ": إذا فعل شيئاً يوجب له الجنة أو النار.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (2386) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء - لكانت عيناً معيناً ... ".
(¬2) أخرجه البخاري رقم (1652) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬3) أخرجه البخاري رقم (143)، ومسلم رقم (2477) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(¬4) في صحيحه رقم (2372)، وأخرجه مسلم رقم (151).
(¬5) في صحيحه رقم (3150)، وأخرجه مسلم في صحيحه رقم (1068).
(¬6) في "السنن" رقم (938)، وهو حديث ضعيف، والله أعلم.

الصفحة 35