كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

7 - وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: كُنَّا فِي سَفَرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ارْبَعُوا عَلَى أنفُسِكُمْ، فِإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ، وَلا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا وَهُوَ مَعَكُمْ، والَّذِي تدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ راحِلَتِه". أخرجه الخمسة (¬1) إلا النسائي. [صحيح].
"ارْبَعوُا" (¬2) أي: ارفقوا.
8 - وعن معاذ - رضي الله عنه - قال: سَمِعَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً يَقُولُ: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ النِّعْمَةِ. فَقَالَ: "أَيُّ شَيْءٍ تَمَامُ النِّعْمَةِ؟ ". قَالَ: دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِها أَرْجُو بِهَا الخَيْرَ. قَالَ: "فَإِنَّ تَمَامِ النِّعْمَةِ دُخُولَ الجَنَّةِ، والفَوْزَ مِنَ النَّارِ". وَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: يَا ذَا الجَلاَلِ والإِكْرامِ؛ فَقَالَ: "قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ، فَسَلْ". وَسَمِعَ آخَرَ يَقُولُ: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ، فَقَالَ: "سَأَلْتَ الله البَلاَءَ، فَسَلْهُ العَافِيَةَ". أخرجه الترمذي (¬3). [ضعيف]
قوله: "سألت الله البلاء" فيه أن سؤال اللازم سؤال للملزوم؛ لأن الصبر لازم للبلاء، لأنه لا صبر إلا على مصبور عليه، وأمره أن يسأل الله العافية، إن قلت: قد ورد حديث دعائه - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم اجعلني صبوراً ... " (¬4) الحديث، قلت: هو سؤال أن يكون صفته وسجيته الصبر [402 ب] إذا نزلت النوازل.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (4205)، ومسلم رقم (2704)، وأبو داود رقم (1526، 1527، 1528)، والترمذي رقم (3461).
(¬2) انظر: "النهاية" (1/ 628)، "الفائق" للزمخشري (1/ 203).
(¬3) في "السنن" رقم (3527)، وهو حديث ضعيف.
(¬4) عن ابن بريدة عن أبيه: "أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: علمني دعوة فقال: "اللهم اجعلني صبوراً، اللهم اجعلني شكوراً، اللهم اجعلني في عيني صغيراً، وفي أعين الناس كبيراً". =

الصفحة 39