كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= وقال ابن فارس: "الصفة: الأمارة اللازمة للشيء"، وقال: "النعت: وصفك الشيء بما فيه من حسن".
انظر: "التعريفات" للجرجاني (ص 24، 133)، "الكليات" (ص 83، 546)، "مقاييس اللغة" (5/ 448)، "مجموع فتاوى" (6/ 195).
فأسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به؛ مثل: القادر، العليم، الحكيم، السميع البصير؛ فإن هذه الأسماء دلت على ذات الله، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر، أما الصفات؛ فهي نعوت الكمال القائمة بالذات؛ كالعلم والحكمة والسمع والبصر؛ فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال: الاسم متضمن للصفة، والصفة مستلزمة للاسم ... ".
ولمعرفة ما يميز الاسم عن الصفة والصفة عن الاسم أمور؛ منها:
أولاً: أن الأسماء يشتق منها صفات، أما الصفات؛ فلا يشتق منها أسماء، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم صفات الرحمة والقدرة والعظمة، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والمكر.
فأسماؤه سبحانه وتعالى أوصاف؛ كما قال ابن القيم في "النونية":
أَسماؤُهُ أَوْصافُ مَدْحٍ كُلَّها ... مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمَعانِ
ثانياً: أن الاسم لا يشتق من أفعال الله؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب، أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله، فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل: "باب الصفات أوسع من باب الأسماء".
ثالثاً: أن أسماء الله - عز وجل - وصفاته تشترك في الاستعاذة بها والحلف بها، لكن تختلف في التعبد والدعاء، فيتعبد الله بأسمائه، فنقول: عبد الكريم، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، لكن لا يتعبد بصفاته؛ فلا نقول: عبد الكرم، وعبد الرحمة، وعبد العزة، كما أنه يدعى الله بأسمائه, فنقول: يا رحيم! ارحمنا، ويا كريم! أكرمنا، ويا لطيف! الطف بنا، لكن لا ندعو صفاته فنقول: يا رحمة الله! ارحمينا، أو: يا كرم الله! أو يا لطف الله! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف؛ فالرحمة ليست هي الله، بل هي صفة لله، وكذلك العزة وغيرها؛ فهذه صفات لله، ولذلك يجب التفريق بين دعاء الصفة وبين دعاء الله بصفة من صفاته، فلا بأس أن تقول: اللهم ارحمنا برحمتك .. =

الصفحة 51