كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (¬1).
وفي كتب التفسير (¬2): الحسنى التي هي أحسن الأسماء؛ لأنها تدل على معانٍ حسان من تمجيد وتقديس "فسموه بها" سموه بتلك الأسماء، وقيل: الأوصاف الحسنى وهي الوصف بالعدل والخير والإحسان ونحو ذلك، والحسنى تأنيث الأحسن.
1 - عن بريدة - رضي الله عنه - قال: سَمِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً يَقُولُ: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ: أَنْتَ الله لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، فَقَالَ: "والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَد سَأل الله بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ، الَّذِي إِذا دُعِيَ بِهِ أَجابَ وَإِذا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى". أخرجه أبو داود (¬3) والترمذي (¬4). [صحيح]
قوله: "في حديث بريدة: سمع رجلاً" هو أبو عياش (¬5) الزرقي الأنصاري، واسمه زيد ابن الصامت، ويقال عبد الرحمن، ويقال عبيد بن الصامت، ذكره القسطلاني.
¬__________
= وليست هي الله، ولا يجوز التعبد إلا لله، ولا يجوز دعاء إلا الله؛ لقوله تعالى: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55]، وقوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] ... وغيرها من الآيات.
انظر: "مدارج السالكين" (3/ 415)، "مجموع فتاوى" (6/ 198 - 205)، "العقيدة التدمرية" (ص 58)، "بدائع الفوائد" (1/ 162).
(¬1) سورة الأعراف: 180.
(¬2) انظر: "جامع البيان" (10/ 180 - 181)، "تفسير ابن كثير" (6/ 180)، "مفردات ألفاظ القرآن" (ص 235 - 236).
(¬3) في "السنن" رقم (1493).
(¬4) في "السنن" رقم (3475)، وأخرجه ابن ماجه رقم (3875)، وهو حديث صحيح.
(¬5) انظر: "تهذيب التهذيب" (4/ 568 - 569).

الصفحة 52