كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

يدل على تعدد أسمائه تعالى، وأن منها ما لا يعلمه أحد، وإلى هذا ذهب الجمهور، ونقل النووي (¬1) [412 ب] اتفاق العلماء عليه.
وقال (¬2): ليس في الحديث حصر أسماء الله تعالى، وليس معناه أنه ليس له اسم غير هذه التسعة والتسعين.
ونقل في "الفتح" (¬3) عن ابن حزم (¬4) أنه ذهب إلى حصر أسماء الله تعالى في التسعة والتسعين، واستدل بأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "مائة اسم إلا واحد" قال: لأنه لو جاز أن يكون له اسم واحد زائد على العدد المذكور لزم أن يكون مائة اسم، فبطل قوله: مائة إلا واحد.
قال في "الفتح" (¬5): وهذا الذي قاله ليس بحجة؛ لأن الحصر المذكور عندهم باعتبار الوعد الحاصل [413 ب] لمن أحصاها، فمن [267/ أ] ادعى أن الوعد وقع لمن أحصى زائداً على ذلك أخطأ، ولا يلزم من ذلك أن لا يكون هناك اسم زائد، هذا وأما الحكمة في الاقتصار على العدد المذكور؛ فذكر الرازي (¬6) عن الأكثر أنه تعبد لا يعقل معناه كما قيل في أعداد الصلوات وغيرها، وتكلف أقوام لاستخراج وجه الحكمة فأتوا بما لا دليل عليه.
¬__________
(¬1) في شرحه لصحيح مسلم (17/ 5).
(¬2) أي النووي في شرحه لصحيح مسلم (17/ 5).
(¬3) في "فتح الباري" (11/ 221).
(¬4) في "المحلى" (1/ 30).
(¬5) في "فتح الباري" (11/ 221).
(¬6) في تفسيره (1/ 154).

الصفحة 63