كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

أي: حكم ذلك.
قوله في حديث أبي طلحة: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تماثيل". أقول: أبو طلحة هو زيد بن سهل الأنصاري، زوج أم [سليم] (¬1) والدة أنس.
وقوله: "الملائكة" ظاهره العموم، وقيل: يستثنى من ذلك الحفظة، فإنهم لا يفارقون الشخص في كل حال. وبذلك جزم ابن وضاح والخطابي (¬2) وآخرون.
وقال القاضي عياض (¬3): الظاهر العموم، والمخصص الدال على كون الحفظة لا يمتنعون من الدخول ليس نصاً.
قال الحافظ (¬4): قلت: ومن الجائز أن الله يطلعهم على عمل العبد ويسمعهم قوله وهم بباب الدار التي هو فيها مثلاً.
وقوله: "بيتاً فيه كلب" المراد بالبيت الذي يستقر فيه الشخص، سواء كان بيتاً أو خيمة أو نحو ذلك. وظاهره العموم في كل كلب؛ لأنه نكرة في سياق النفي. وذهب الخطابي (¬5) وغيره إلى استثناء الكلاب التي أذن في اتخاذها وهي كلاب الصيد والماشية والزرع.
¬__________
(¬1) في (أ): "سلمة".
(¬2) في "معالم السنن" (1/ 154 - مع السنن).
(¬3) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (6/ 630) حيث قال: فأما الحفظة فيدخلون كل بيت ولا يفارقون بني آدم على حال.
(¬4) في "فتح الباري" (10/ 391).
(¬5) في "معالم السنن" (4/ 384).

الصفحة 653