كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

وقال ابن العربي (¬1): يحتمل أن الأسماء من الحديث المرفوع، ويحتمل أن تكون من جمع بعض الرواة، وهو الأظهر عندي.
قال الحافظ ابن حجر (¬2) - بعد نقل أقوال واسعة -: وإذا تقدر رجحان أن سرد الأسماء ليس مرفوعاً؛ فقد [415 ب] اعتنى جماعة بتتبعها من القرآن من غير تقييد بعدد، منهم: جعفر بن محمَّد الصادق، ومنهم: أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم الزاهد، ومنهم: أبو محمَّد بن حزم (¬3)، وآخرهم فيما علمناه الإمام الكبير: محمَّد بن إبراهيم الوزير؛ فإنه قال في "إيثار الحق على الخلق" (¬4): أنه عد ما وجده منصوصاً منها في كتاب الله باليقين من غير تقليد، قال: والذي عرفت منها إلى الآن بالنص الصريح دون الاشتقاق في القرآن مائة وخمسة وخمسين ثم سردها، وقال: إنها أصح الأسماء وأحبها إلى الله، حيث اختارها في أفضل كتبه لأفضل أنبيائه.
قوله: "وتر" (¬5) يجوز فتح الواو وكسرها، والوتر: الفرد، ومعناه في حق الله: أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا اتصافه.
¬__________
(¬1) في "عارضة الأحوذي" (13/ 34).
(¬2) في "فتح الباري" (11/ 217).
(¬3) في "المحلى" (1/ 30 - 31).
(¬4) (ص 159).
(¬5) يوصف الله - عز وجل - بأنه وتر، وهذا ثابت بالأحاديث الصحيحة. والوتر اسم من أسمائه.
منها: حديث أبي هريرة المتقدم. البخاري رقم (6410)، ومسلم رقم (2677).
ومنه: ما أخرجه أبو داود رقم (1416)، والترمذي رقم (453) عن علي - رضي الله عنه -: "إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن"، وهو حديث حسن.
قال الخطابي في "شأن الدعاء" (ص 29 - 30): الوتر: الفرد، ومعنى الوتر في صفة الله جل وعلا: الواحد الذي لا شريك له، ولا نظير له، المتفرد عن خلقه، البائن عنهم بصفاته، فهو سبحانه وتر، وجميع خلقه شفع، خلقوا أزواجاً. =

الصفحة 66