كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

قوله في حديث ابن عمر: "يضمر [الخيل] (¬1) " أقول: المراد يأمر بالخيل تضمر، وهو بضم حرف المضارعة وسكون الضاد المعجمة وتشديد الميم.
والتضمير: أن تعلف الخيل حتى تسمن وتقوي، ثم يقلل علفها، فلا تعلف إلا قوتاً، وتدخل بيتاً وتغشى بالجلال حتى تحمى وتعرق، ويخف عرقها فيخف لحمها وتقوى على الجري (¬2).
وقوله: "سابق بها" بيان لعلة الأمر بالتضمير. وفيه جواز تضمير الخيل لما فيه من المصلحة ومن القوة على الجري.
قوله في حديث ابن عمر: "فضل القُرَّح" بضم القاف وتشديد الراء، آخره حاء مهملة جمع قارح وهو من الخيل، ما كان ابن خمس سنين (¬3) فأكثر، وهو أشد قوة مما هو أصغر منه سناً.
ويقال في نظيره من الإبل: بازل (¬4).
قال الخطابي (¬5): لا يضمر من الخيل إلا القرح دون غيرها.
¬__________
(¬1) في (أ): "بالخيل".
(¬2) "الصحاح" للجوهري (2/ 722)، "الفائق" للزمخشري (2/ 347).
(¬3) قال الخطابي في "معالم السنن" (3/ 65): القُرَّح بضم القاف وفتح الراء مشددة: جمع قارح وهو من الخيل الذي دخل في السنة الخامسة.
انظر: "النهاية" (2/ 433 - 434).
(¬4) قال ابن الأثير في "النهاية" (1/ 131): البازل من الإبل الذي تم ثماني سنين ودخل في التاسعة, وحينئذ يطلع نابه، وتكمل قوته، ثم يقال له بعد ذلك بازل عام وبازل عامين.
(¬5) في "معالم السنن" (3/ 65 - 66 - مع السنن).

الصفحة 689