كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

فَأَمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ: "مَا لَكُمْ لاَتَرْمُونَ؟ ". فَقَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قَالَ: "ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ". أخرجه البخاري (¬1). [صحيح]
قوله: "من أسلم" أقول: أي من بني أسلم القبيلة المعروفة، وهي بلفظ أفعل التفضيل من السلامة. "وينتضلون" (¬2) بالضاد المعجمة، أي: يترامون، والنضال الترامي للسبق، ونضل فلان فلاناً إذا غلبه.
قوله: "كيف نرمي وأنت معهم" وقع في رواية الطبراني (¬3) فقالوا: من كنت معه فقد غلب.
وكذا في رواية ابن إسحاق (¬4) فقال: نضلة بالضاد والنون المعجمة: من كنت معه فقد غلب.
ونضله أحد المتناضلين، والآخر محجن بن الأدرع (¬5) كما في رواية ابن إسحاق، فإنه سماهما كذلك وبين أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا مع بني فلان" أراد به محجن بن الأدرع، ولذا قال: نضله بما قال.
¬__________
(¬1) في صحيحه رقم (3507)، وأخرجه أحمد (4/ 50).
(¬2) انظر: "القاموس المحيط" (ص 1373).
(¬3) في "المعجم الكبير" رقم (2989).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 268) وقال: فيه عبد الله بن يزيد البكري، وهو ضعيف.
(¬4) ذكره الحافظ في "التلخيص" (4/ 303).
(¬5) قال ابن حجر في "الإصابة" (3/ 123 رقم 3386): سلمة بن ذكوان، ويقال: هو ابن الأدرع ... وقيل: هو سلمة، وقيل: هو محجن، وهو الأكثر.
وقال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/ 316): محجن بن الأدرع الأسلمي وهو من بني سهم، وهو الذي قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ارموا وأنا مع ابن الأدرع" وكان يسكن المدينة, ومات بها في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
وانظر: "التلخيص" (4/ 303).

الصفحة 696