كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ اليَهُودِيُّ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ. قَالَ: فِيمَاذَا؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ, وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ". فَذَهَب - صلى الله عليه وسلم - فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى البِئْرِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: "وَالله لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! أَفَأَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: "لاَ، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي الله تَعَالى وَشَفَانِي، وَخَشِيتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا". وَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ. أخرجه الشيخان (¬1).
"المَطْبُوبُ" المسحور.
"وَالمُشَاطَةُ" ما يخرج من الشعر إذا مُشِطَ.
"وَالجُفُّ" وِعَاء الطّلْعِ، وغشاؤه الذي يَكِنُّهُ (¬2).
"وَذَرْوَانُ" بئر في بني زريق.
قوله في حديث عائشة: "سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أقول: مغير الصيغة، وقد ورد بيان فاعله، ففي البخاري (¬3): "سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من بني زريق" بالزاي قبل الراء مصغراً، يقال له: لبيد بفتح اللام فموحدة مكسورة، بعدها تحتية مثناة، ثم دال مهملة ابن الأعصم بمهملتين. وفي رواية (¬4): أنه يهودي [266 ب]، وفي أخرى (¬5): أنه حليف لليهود، وكان منافقاً. وبنو زريق بطن من الأنصار، فمن قال إنه يهودي أطلقه عليه لأنه كان حليفاً لهم.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (3268)، ومسلم رقم (43/ 2189)، وأخرجه أحمد (6/ 57).
(¬2) سيأتي شرح الكلمات الغريبة.
(¬3) في صحيحه رقم (3268) و (5763).
(¬4) أخرجها البخاري رقم (5766).
(¬5) أخرجها البخاري في صحيحه رقم (5765).

الصفحة 715