كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

قوله: "وعن عيسى بن عبد الله رجل من الأنصار [375/ أ] عن أبيه" أقول: هو عبد الله بن [أنيس] (¬1) الأنصاري، روى عن عيسى بن عبد الله عن عبيد الله بن عمر المعروف بالعمري.
قوله: "فقال: أخنث فم الإداوة" أقول: بضم الهمزة وسكون الخاء المعجمة ونون مضمومة فمثلثة يأتي تفسيره في حديث المنع منه حيث قال: "نهى عن اختناث الأسقية أن يشرب من أفواهها" (¬2) وهو افتعال، ومعناه: ألا يطوي فمه، وفي "مسند ابن أبي شيبة" (¬3) أن سبب هذا النهي أن رجلًا شرب من سقاء فانساب في بطنه جان، أي: حية فنهى إلى آخره.
واتفقوا على أن النهي عن اجتنابها للتنزيه؛ لأنه قد يكون في السقاء ما يؤذيه، فيدخل جوفه وهو لا يدري.

المنع منه
1 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ أنْ يُشْرَبَ مِنْ أفْوَاهِهَا. أخرجه الخمسة (¬4) إلا النسائي. [صحيح]
[وفي رواية] (¬5): "وَاختِنَاثُهَا": أن يقلب رأسها فيشرب منه.
¬__________
(¬1) في (ب): "زيد"، وهو خطأ.
(¬2) أخرجه البخاري رقم (5626)، ومسلم رقم (111/ 2023)، وأحمد (3/ 6، 67، 69) من حديث أبي سعيد.
(¬3) في مصنفه (8/ 19).
(¬4) أخرجه البخاري رقم (5626)، ومسلم رقم (111/ 2023)، وأبو داود رقم (3720)، والترمذي رقم (1890)، وابن ماجه رقم (3418)، وهو حديث صحيح.
(¬5) زيادة يستلزمها السياق.

الصفحة 732