كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

السنة، وأنها مستمرة، وأن الأيمن يقدم على الأفضل في ذلك، ولا يلزم من ذلك حط رتبة الأفضل. [376/ أ].
واعلم أنه ترجم له البخاري (¬1) بقوله: باب شرب الماء باللبن. وساق ابن الأثير (¬2) رواية أنس فقال: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب لبناً وأتى داره فاستقى قال: فحلبت شاةً فشبت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البئر، فتناول القدح فشرب، وعن يساره أبو بكر، وعن يمينه أعرابي ... الحديث.
وفي رواية (¬3) قال: أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دارنا هذه، فحلبت له شاة ثم شبته من ماء بئرنا هذه فأعطيته، وأبو بكر عن يساره, وعمر تجاهه، وأعرابي عن يمينه، فلما فرغ قال عمر: هذا أبو بكر، فأعطى الأعرابي وقال: "الأيمنون الأيمنون الأيمنون". قال أنس: فهي سنة، فهي سنة، فهي سنة.
2 - وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: أُتِيَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِشَرَابٍ فَشَرِبَ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: "أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلاَءِ؟ ". فَقَالَ الغُلاَمُ: وَالله يَا رَسُولَ الله، لاَ أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا. قَالَ: فَتَلَّهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي يَدِهِ. أخرجه الشيخان (¬4). [صحيح]
وزاد رزين: "قَالَ: وَكانَ الغُلاَمُ الفَضْلُ بْنَ العَبَّاس".
¬__________
(¬1) في صحيحه رقم (10/ 75 الباب رقم 14 - مع الفتح).
(¬2) في "الجامع" (5/ 83).
(¬3) أخرجه البخاري رقم (2571)، ومسلم رقم (126/ 2029).
(¬4) أخرجه البخاري رقم (5620)، ومسلم رقم (127/ 2030)، وأخرجه أحمد (5/ 333، 338).

الصفحة 738