كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

11 - وفي أخرى: كُنْتُ آَخُذْ قَبْضَةً مِنْ زَبِيْبٍ، وَقَبْضَةً مِنْ تَمْرٍ فَأُلْقِيَهُ في إِنَاءٍ، فَأَمْرِسَهُ ثُمَّ أَسْقِيَه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو داود (¬1). [إسناده ضعيف]
قوله في حديث عائشة: "كنا ننبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - زبيباً ... " الحديث هو يعارض أحاديث النهي عن الخلط. وقال الخطابي (¬2): فيه حجة لمن رأى الانتباذ بالخليطين. قال الخطابي (¬3): إنه رخص فيه الثوري، وأصحاب الرأي، وكأنهم جعلوا هذا قرينة الترخيص.
(والقبضة) بضم القاف ما قبضت عليه من شيء، يقال: أعطاه قبضة من سويق أو تمر أي: كفًّا منه [295 ب] وربما جاء بالفتح قاله الجوهري (¬4).
قوله: "أخرجه أبو داود" قلت: لكن في سنده أبو بحر عبد الرحمن (¬5) بن عثمان البكراوي، أحد الضعفاء، وذكر المزي عن البخاري أنه واهم. قلت: وله طرق فيها اختلاف واضطراب وحينئذٍ فلا يعارض أحاديث النهي.
12 - وعن سويد بن غفلة - رضي الله عنه - قال: قَرَأْتُ كِتَابَ عُمَرَ إِلَى أَبِي مُوسَى: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهَا قَدِمَتْ عَلَيَّ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ تَحْمِلُ شَرَابًا غَلِيظًا أَسْوَدَ كَطِلاَءِ الإِبِلِ، وَإِنِّي سَأَلتُهُمْ عَلَى كَمْ
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (3708) بإسناد ضعيف.
(¬2) في "معالم السنن" (4/ 102 - مع السنن).
(¬3) في "معالم السنن" (4/ 100 - مع السنن).
(¬4) في "الصحاح" (3/ 1100).
(¬5) انظر: "التقريب" رقم (3943).
وقال المنذري في "المختصر" (5/ 278): لا يحتج بحديثه. وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (5/ 264): وليس هو بالقويّ.

الصفحة 774