قوله في حديث ابن عمر: "عن نبيذ الجر والدباء والمزفت" أقول: فسر الجر وما ذكر معه حديث مسلم الثاني: بأنها الجر الحنتم (¬1)، وهو بالحاء المهملة مفتوحة فنون ساكنة فمثناة فوقية. وفسره في رواية ابن عباس: أن الجر كل شيء يصنع من المدر (¬2). وفسر الدباء (¬3) وهو بضم الدال المهملة فموحدة مشددة بالقرعة بفتح القاف وسكون الراء. وفسر المزفت (¬4)، وهو بضم الميم وسكون الزاي ففاء فمثناة فوقية، المقير وهو بالقاف فمثناة تحتية مشدودة فراء.
قلت: وفي "فتح الباري" (¬5) المزفت: بالزاي والفاء ما طلي بالزفت، والمقير بالقاف والياء الأخير ما طلي بالقار. ثم زاد في رواية مسلم "النقير" بفتح النون فقاف مكسورة فراء وفسره بأنها النخلة تنسح (¬6) بسين وحاء مهملتين أي: تقشر ثم تنقر فيصير نقيراً. ومن رواه بالجيم صحف.
¬__________
(¬1) قال ابن الأثير في "غريب الجامع" (5/ 146): الحنتم: جرٌّ كانوا يجلبون فيه الخمر إلى المدينة، قيل: إنه أخضر.
وقال في "النهاية" (1/ 440): ثم اتُسع فيها، فقيل: للخزف كله حنتم، واحدتها حنتمة.
(¬2) انظر: "الفائق" للزمخشري (3/ 351)، "النهاية" (2/ 644).
(¬3) انظر: "النهاية" (1/ 549).
(¬4) اسم مفعول، وهو الإناء المطلي بالزفت، وهو نوع من القار.
"غريب الحديث" للهروي (2/ 182)، "النهاية" (1/ 725).
(¬5) (10/ 61).
(¬6) النسح بالحاء، معناه: أن يُنحى قشرها عنها، وتُملَّس وتُحفر.
انظر: تهذيب اللغة للأزهري (4/ 323)، "النهاية" (2/ 735).