كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

5 - وعن عمر بن الشريد عن أبيه - رضي الله عنه - قال: رَدِفْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَقَالَ: "هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "هِيهِ". فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: "هِيهِ". ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: "هِيهِ". حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ. أخرجه مسلم (¬1). [صحيح]
قوله: "عمرو بن الشريد" (¬2) بفتح الشين المعجمة فراء فمثناة تحتية فدال مهملة. هو أبو الوليد الثقفي الطائفي، وأبوه الشريد صحابي شهد بيعة الرضوان. قيل: كان اسمه مالكاً فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - الشريد؛ لأنه قتل قتيلاً ولحق بمكة فأسلم.
قوله: "ردفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً" أي: ركب خلفه على مركوبه - صلى الله عليه وسلم -
فقال: "هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت" [387/ أ] بالصاد المهملة آخره مثناة فوقية، وأمية بن أبي الصلت (¬3) أقول: هو [306 ب] مصغراً أمة، واسمه عبد الله بن أبي الصلت ثقفي جاهلي كان شاعراً، وكان قد تنبأ أول زمانه وفيه قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "آمن شعر أمية بن أبي الصلت وكفر قلبه" أخرجه ابن الأنباري (¬4).
¬__________
(¬1) في "صحيحه" رقم (2255)، وهو حديث صحيح.
(¬2) انظر: تتمة جامع الأصول (2/ 722 - قسم التراجم).
"التقريب" (2/ 72 رقم 706).
(¬3) أمية بن أبي الصلت عبد الله بن أبي ربيعة بن عوف بن عقدة بن نميرة بن عوف بن ثقيف، وهو قسي بن منبِّه بن بكر بن هوازن، أبو عثمان، ويقال: أبو الحكم الثقفيِّ. شاعرٌ جاهلي قيل: إنه كان في أول أمره على الإيمان، ثم زاغ عنه.
انظر: "معجم الشعراء" (1/ 346 رقم 33). الشعر والشعراء (ص 276). "تاريخ ابن معين" (2/ 42).
(¬4) وهو حديث ضعيف.
أخرجه أبو بكر الأنباري في "المصاحف" والخطيب في "تاريخ بغداد" كما في "فيض القدير" (1/ 59)، وابن عساكر في "تاريخه" (9/ 272)، وأورده التقي الهندي في "كنز العمال" (3/ 577 رقم (7980) وعزاه إلى أبي بكر بن الأنباري في المصاحف والخطيب وابن عساكر. =

الصفحة 798