كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 4)

بأن [الآية] (¬1) وردت لبيان أن الدعاء أعظم العبادة نحو: "الحج عرفة" (¬2) أي: [أعظم] (¬3) الحج وركنه الأكبر، والدليل على هذا ما ورد من أحاديث الترغيب في الدعاء والحث عليه والأمر به، وتعليم الصحابة له مما لا تتسع له المجلدات.
والجواب عن الثاني: بأن الإجابة ليست إعطاء المطلوب، بل قد بينها - صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه الترمذي (¬4) والحاكم (¬5) بسند صحيح من حديث عبادة الذي يأتي قريباً وهو أنه: "إما أن يعطى ما سأل، أو يصرف عنه من الشر مثلها".
وفي حديث أبي سعيد (¬6) زيادة: "وإما أن يدخرها له في الآخرة".
ثم إن لإجابة الدعاء شروط، وكم من داعٍ لا يقوم بها، وجواب آخر: وهو أن الله قيد الإجابة بمشيئته، فقال: {فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ} (¬7).
¬__________
(¬1) في (ب): "الأمر".
(¬2) تقدم، وهو حديث صحيح.
(¬3) في (أ): "معظم".
(¬4) في "السنن" رقم (3573).
(¬5) في "المستدرك" (1/ 492).
وأخرجه أحمد (5/ 329)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (881)، والشاشي في "مسنده" رقم (1301)، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 137)، والطبراني في "الأوسط" رقم (147)، وفي "مسند الشاميين" رقم (3523)، وفي "الدعاء" (86).
وهو حديث صحيح لغيره.
(¬6) أخرجه أحمد (3/ 18)، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (710)، والبيهقي في "الشعب" رقم (1130)، والبزار في "مسنده" رقم (3144)، وهو حديث صحيح، والله أعلم.
(¬7) سورة الأنعام: 41.

الصفحة 8