يخرج من العدم إلى الوجود فيفتقر إلى تقدير أولاً، وإلى إيجاد على وفق التقدير ثانياً، وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثاً، والله تعالى خالق من حيث أنه مقدر، وبارئ (¬1) من حيث أنه مخترع موجد، ومصور (¬2) من حيث أنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب.
¬__________
= قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (7/ 26): "ومن صفات الله: الخالق والخلاق، ولا تجوز هذه الصفة بالألف واللام لغير الله جل وعز.
والخلق في كلام العرب ابتداع الشيء على مثال لم يسبق إليه.
وقال أبو بكر بن الأنباري: الخلق في كلام العرب على ضربين:
أحدهما: الإنشاء على مثال أبدعه. والآخر: التقدير.
وقال في قول الله جل وعز: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)} [المؤمنون: 14] معناه: أحسن المقدورين.
انظر: "مجموع فتاوى" (12/ 435 - 436).
(¬1) البارئ: يوصف الله - عز وجل - بأنه البارئ، وهو اسم له سبحانه وتعالى، وهذه الصفة ثابتة بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ} [الحشر: 24].
2 - وقوله: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 54].
الدليل من السنة:
حديث أبي جحيفة قال: سألت علياً - رضي الله عنه -: هل عندكم شيء ما ليس في القرآن؟ فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة؛ ما عندنا إلا ما في القرآن؛ إلا فهماً ... " رواه البخاري (6903).
وقال الزجاج في "تفسير الأسماء الحسنى" (ص 37): البرء: خلق على صفة، فكل مبروء مخلوق، وليس كل مخلوق مبروءاً".
(¬2) المصور: يوصف الله - عز وجل - بأنه المصور، وهذا ثابت بالكتاب والسنة، و (المصور) من أسمائه تعالى.
الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران: 6].
2 - وقوله: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: 24]. =