كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر (اسم الجزء: 4)

(مَهَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «ادْفِنُوني فِي ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ، فَإِنَّمَا هُمَا لِلمُهْلِ والتُّراب» ويُرْوَى «لِلْمِهْلَةِ» بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا وفَتْحها، وَهِيَ ثلاثَتُها: القَيْح والصَّدِيدُ الَّذِي يَذُوبُ فيسيلُ مِنَ الجسدِ، وَمِنْهُ قِيلَ للنُّحَاسِ الذَّائبِ: مُهْلٌ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إِذَا سِرتُم إِلَى العَدُوِّ فَمَهْلًا مَهْلًا، وَإِذَا وَقَعتِ العَيْنُ عَلَى العَيْنِ فَمَهَلًا مَهَلًا» السَّاكِنُ: الرِّفْقُ، والمُتَحَرِّكُ: التَّقَدُّم. أَيْ إِذَا سرْتُم فتأنَّوا، وَإِذَا لَقِيتُم فاحْمِلُوا.
كَذَا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ الجوهريُّ: المَهَلُ، بالتَّحْرِيكِ: التُّؤَدَةُ والتَّباطُؤ، والاسمُ: المُهْلَةُ «1» .
وفلانٌ ذُو مَهَلٍ، بِالتَّحْرِيكِ: أَيْ ذُو تَقدُّمٍ فِي الْخَيْرِ. وَلَا يقال في الشرِّ. يقال: مَهَّلْتُهُ وأَمْهَلْتُه:
أي سَكَّنْتُه وأخَّرْتُه. وَيُقَالُ: مَهْلًا لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ والجمعِ والمؤنَّثِ، بِلَفْظٍ واحدٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ رُقَيْقة «مَا يَبْلُغُ سَعْيُهم مَهْلَهُ» أَيْ مَا يَبْلُغُ إسْرَاعُهم إبطاءَهُ.

(مَهَمَ)
(هـ س) فِي حَدِيثِ سَطِيحٍ:
أَزْرَقُ مَهْمُ النَّابِ صَرَّارُ الأذُنْ
أَيْ حَديد النَّاب.
قَالَ الأزهريُّ: هَكَذَا رُوِيَ، وأظُنُّه «مَهْوُ النَّابِ» بِالْوَاوِ. يقالُ: سيفٌ مَهْوٌ:
أَيْ حديدٌ ماضٍ.
وأوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيُّ:
أزْرَقُ مُمْهَى النَّابِ صَرَّارُ الأذُنْ
وَقَالَ «2»
: «المُمْهَى: المُحَدَّدُ» ، مِن أَمْهَيْتُ الحديدةَ، إِذَا أحْدَدْتَها. شَبَّهَ بَعِيَرُه بالنِمرِ، لزُرْقَةِ عَيْنَيْه، وسُرْعَةِ سَيْرِه.
(س) وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو «مَهْمَا تُجَشِّمْني تَجَشَّمْتُ» مَهْما: حرفٌ مِنْ حُروفِ الشَّرْطِ الَّتِي يُجَازَى بِهَا، تَقُولُ: مَهْمَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ.
قِيلَ: إِنَّ أَصْلَهَا: مَامَا، فَقُلِبَتِ الْأَلِفُ الْأُولَى هَاءً. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الحديث.
__________
(1) زاد الجوهري: «بالضم»
(2) انظر الفائق 1/ 464

الصفحة 375