كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر (اسم الجزء: 4)

(هـ) وَفِيهِ «مائِلات مُمِيلَات» المَائِلَات: الزَّائِغات عَنْ طاعَة اللَّهِ، وَمَا يَلْزَمُهُنّ «1»
حِفْظُه.
ومُمِيلَات: يُعَلِّمْنَ غيرَهُنّ الدّخولَ فِي مِثْل فِعْلهِنّ.
وَقِيلَ: مَائِلَات: مُتَبَخْتِراتٌ فِي المشْيِ، مُمِيلَات لأكْتافِهن وأعْطافِهنّ.
وَقِيلَ: مَائِلَات: يَمْتَشِطْن المِشْطَة المَيْلاء، وَهِيَ مِشطَة البَغايا. وَقَدْ جَاءَ كَراهَتُها فِي الْحَدِيثِ.
والمُمِيلَات: اللاَّتي يَمْشُطْن غَيْرَهُنّ تِلك المِشْطَة «2» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «قَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: إِنِّي أمْتَشِطُ المَيْلاَء، فَقَالَ عِكْرمة:
رأسُكِ تَبَعٌ لِقَلْبِك، فَإِنِ اسْتَقام قَلْبُك اسْتَقام رأسُكِ، وإنْ مَال قَلْبُك مَالَ رأسُك» .
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَر «دَخَل عَلَيْهِ رجُلٌ فَقَرب إِلَيْهِ طَعاماً فِيه قِلَّة، فَمَيَّلَ فِيهِ لقلَّتِه، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: إنَّما أخافُ كَثْرَته، وَلَمْ أخَفْ قِلَّتَه» مَيَّل: أَيْ تَردَّدَ، هَلْ يأكُل أَوْ يَتْرك.
تَقُول العَرَب: إِنِّي لَأُمَيِّلُ بَيْنَ ذَيْنِك الأمْرَيْن، وأُمَايِل بَيْنَهما، أيَّهما آتِي.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي مُوسَى «قَالَ لِأَنَسٍ: عُجِّلَتِ الدُّنيا وغُيِّبَت الآخِرة، أمَا وَالله لَوْ عايَنُوها مَا عَدَلُوا وَلاَ مَيَّلُوا» أَيْ مَا شَكُّوا وَلَا تَردّدُوا.
وَقَوْلُهُ «مَا عَدَلُوا» : أَيْ مَا سَاوَوْا بِهَا شَيْئًا.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ مُصْعَب بْنِ عُمَيرٍ «قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: واللهِ لَا ألْبَسُ خِمَاراً وَلَا أسْتَظِلّ أبَداً، وَلَا آكُلُ، وَلَا أشْرَب، حَتَّى تَدَعَ مَا أنْتَ عَلَيْهِ، وَكَانَتِ امْرَأة مَيِّلَة» أَيْ ذَاتَ مالٍ.
يُقَالُ: مَالَ يَمَالُ ويَمُول، فهو مالٌ ومَيِّل، على فعل وفعيل. والقِياس مَائِل. وبَابُه الْوَاوُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الطُّفَيل «كَانَ رجُلاً شَرِيفاً شَاعِراً مَيِّلا» أَيْ ذَا مَالٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ «فتُدْنَى الشَّمسُ حَتَّى تكونَ قَدْرَ مِيل» قِيلَ: أرادَ المِيل الذَّي يُكْتَحَل بِهِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ ثُلُثَ الفَرْسَخ.
__________
(1) في الهروي: «وما يلزمهنّ من حفظ الفروج» .
(2) زاد الهروي: «ويجوز أن تكون المائلات المميلات بمعنىً، كما قالوا: جادٌّ مُجِدٌّ، وضَرَّابٌ ضروب» .

الصفحة 382