كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر (اسم الجزء: 4)

وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُم فزَوِّدْهم، لجماعةٍ قَدِموا عَلَيْهِ مَعَ النُّعْمان بْنِ مُقَرِّن المُزَنِي، فَقَامَ ففَتَح غُرْفَة لَهُ فِيهَا تَمْر كَالْبَعِيرِ الأَقْرَم» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: صَوَابُهُ «المُقْرَم» ، وَهُوَ البَعير المَكْرَم يَكُونُ للضِرَاب. وَيُقَالُ للسَّيِّد الرَّئِيسِ: مُقْرَم، تَشْبِيهًا بِهِ.
قَالَ «1» : وَلَا أعْرِف الأَقْرَم.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ «2» : قَرِم الْبَعِيرُ فَهُوَ قَرِم: إِذَا اسْتَقْرَم، أي صار قَرْماً. وقد أَقْرَمَه صاحبه فِي الْفِعْلِ، وكخشِنٍ وأخْشَنَ، وكدِرٍ وأكْدَر، فِي الِاسْمِ.

(قَرْمَزَ)
(س) فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى «فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ» قَالَ: كالقِرْمِز» هُوَ صِبغٌ أَحْمَرُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ حَيوان تُصْبَغ بِهِ الثِّيَابُ فَلَا يَكَادُ يَنْصُل لَوْنُهُ، وَهُوَ مُعَرَّب.

(قَرْمَصَ)
(س) فِي مُنَاظَرَةِ ذِي الرُّمّة ورُؤْبة «مَا تَقَرْمَص سَبُعٌ قُرْمُوصاً إِلَّا بَقضاء» القُرْمُوص: حُفْرَة يَحْفِرها الرجُل يَكْتَنّ فِيهَا مِنَ الْبَرْدِ، ويَأوِي إِلَيْهَا الصَّيد، وَهِيَ وَاسِعَةُ الجَوْف ضَيَّقة الرَّأْسِ. وقَرْمَصَ وتَقَرْمَص إِذَا دَخلها. وتَقَرْمَص السَّبُع إِذَا دَخَلها للاصطِياد.

(قَرْمَطَ)
فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «فرِّجْ مَا بَيْنَ السُّطور، وقَرْمِطْ بَيْنَ الْحُرُوفِ» القَرْمطة:
المُقارَبة بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وقَرْمَطَ فِي خَطوه: إِذَا قَارَبَ مَا بَيْنَ قَدَمَيه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «قَالَ لعَمرو: قَرْمَطْتَ؟ قَالَ: لَا» يُريد أكَبِرْتَ؟ لأنَّ القَرمطة فِي الخَطو مِنْ آثَارِ الكِبَر.

(قَرْمَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أَنَّ قِرْمِليّاً تَرَدّى فِي بِئر» القِرْمليُّ مِنَ الْإِبِلِ: الصَّغِيرُ الْجِسْم الْكَثِيرُ الوَبر. وَقِيلَ: هُوَ ذُو السَّنامَين. وَيُقَالُ لَهُ: قِرْمِل أَيْضًا. وَكَأَنَّ القِرْملِيَّ مَنْسوب إِلَيْهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسْرُوقٍ «تَرَدَّى قِرْمِلٌ فِي بِئْرٍ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى نَحره، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ:
جوُفُوه، ثُمَّ اقطَعوه أعضاءً» أي اطْعَنوه في جَوْفه.
__________
(1) الذي في الفائق 2/ 326: «وزعم أبو عبيد أن أبا عمرو لم يعرف الأقرم. وقال: ولكن أعرف المُقرَم» .
(2) حكاية عن صاحب التكملة.

الصفحة 50