كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر (اسم الجزء: 4)
نَهَارٍ» القُطْرُب: دُوَيْبَّةٌ لَا تَسْتريح نهارَها سَعْياً، فشَبَّه بِهِ الرجُل يسْعى نَهَارَه فِي حَوَائِجِ دُنْياه، فَإِذَا أمْسى كَانَ كَالًّا تَعِباً، فيَنام ليلَتَه حَتَّى يُصْبح، كَالْجِيفَةِ الَّتِي لَا تَتَحَرَّكُ «1» .
(قَطَطَ)
- فِي حَدِيثِ المُلاَعَنَة «إِنْ جَاءَتْ بِهِ جَعْداً قَطَطاً فَهُوَ لفُلان» القَطَطُ: الشَّدِيدُ الجعُودة. وَقِيلَ: الحَسَن الجُعُودة، وَالْأَوَّلُ أَكْثَرُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَ إِذَا عَلاَ قَدَّ، وَإِذَا توسَّط قَطَّ» أَيْ قَطعه عَرْضاً نِصْفَيْنِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ زَيْدٍ وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ «كَانَا لَا يَرَيانِ بِبَيْعِ القُطوط بَأْسًا إِذَا خَرجَت» القُطوط: جمْع قِطّ، وَهُوَ الْكِتَابُ والصَّكّ يُكْتَب لِلْإِنْسَانِ فِيهِ شَيْءٌ يَصِل إِلَيْهِ.
والقِطُّ: النَّصيب.
وَأَرَادَ بِهَا الأرزاقَ وَالْجَوَائِزَ الَّتِي كَانَ يَكْتُبها الأمَراء لِلنَّاسِ إِلَى الْبِلَادِ والعُمّال، وبيْعُها عِنْدَ الْفُقَهَاءِ غَيْرُ جَائِزٍ مَا لَمْ يَحْصُل مَا فِيهَا فِي مِلْك مَن كُتِبَت لَهُ.
(قَطَعَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ وَعَلَيْهِ مُقَطَّعاتٌ لَهُ» أَيْ ثِيابٌ قِصار، لِأَنَّهَا قُطِعَت عَنْ بُلوغ التَّمام.
وَقِيلَ: المُقَطَّع مِنَ الثِّيَابِ: كُلُّ مَا يَفصَّل ويُخاط مِنْ قَمِيصٍ وَغَيْرِهِ، وَمَا لَا يُقْطَع مِنْهَا كَالْأُزُرِ والأرْدية.
وَمِنَ الْأَوَّلِ:
(هـ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي وَقْتِ صَلَاةِ الضُّحى «إِذَا تَقَطَّعَت «2» الظِّلَالُ» أَيْ قَصُرت، لِأَنَّهَا تَكُونُ بُكْرة مُمْتَّدة، فكلَّما ارتَفَعت الشَّمْسُ قَصُرت.
وَمِنَ الثَّانِي:
(هـ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ فِي صِفَةِ نَخْلِ الْجَنَّةِ «منها مُقَطَّعَاتُهم وحُلَلُهم» ولم يكُن يصقها بالقِصَر؛ لأنه عيْب.
__________
(1) الذي في اللسان: «كالجيفة لا يتحرّك» .
(2) في الهروي: «انقطعت» .
الصفحة 81