كتاب تفسير الثعالبي - مؤسسة الأعلمي (اسم الجزء: 4)

روح الوجود وسر الكون بلا مراء
وعلى ءاله واصحابه
وعترته وانصاره واحزابه
وبعد فان الله جلت نعمته
وعمت الخلائق رحمته
قد حبا رسوله بفضيلة التنزيل
وشرف الوسيطة وزيره جبريل
فاتاه من مرسل بكتاب مجيد
لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
كتاب الكريم
من لدن سميع عليم
بيد انه لا وصم فيه ولا عيب
واليه الرمز بقوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب
فيه نور وهدى للمتقين
وطمس لاطلال ضلال المنافقين
قامع الجبارين بساطع برهانه
وناكس رءوس المتكبرين ببالغ سلطانه
فاستنارت امة بمشكاة نوره فاهتدت
وبقيت اخرى في ظلمات جهلها يكاد البرق يخطف ابصارها فاعتدت
كتاب حقا للتي هي اقوم
ويبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا في دار النعم
كتاب مأمون سبيله
ومستعذب لدي اهل الذوق السليم سلسبيله
كتاب صفا للظمآن مورده
وصح لدي كل راو سنده
عن ثقات السلف الصالح
الى هداة الخلق من الخلف الناجح
لله در اقوام مخلصين في خدمة كتابه
يرجون رحمة ربهم ويخافون سوء عذابه
امالوا عنان العزم صوب ابراز مخدرات اسراره
واستضاءوا في دياجى المشكلات بمصابيح انواره
فكلما غشيهم موج كالظلال من بحر اعجازه
سلكوا سبيل النجاة برعي حقيقته ومجازه
فهم لنا ادلة على الهدى
وانجم مشرقة للاهتدا
ومن بين اولئك الاعلام
الهداة للانام
الرعاة للذين هم كالانعام
رحالة زمانه لرواية الحديث
كما اشتهر بذلك في القديم والحديث
امام المتقين
واستاذ المحققين
منهل المعارف واللطائف
سيدي عبدالرحمن الثعالبي ملجأ كل خائف
احسن الله الى روحه الطاهرة في غرف الجنان
كما احسن هو الى هذه الامة بالجواهر الحسان

الصفحة 457