كتاب تفسير الثعالبي - مؤسسة الأعلمي (اسم الجزء: 4)

العلماء
وحمد فضله اهل الارض ولا شك انه محمود في السماء
واعترفوا بانه قطب زمانه الذي دارت عليه امور دين المتقين
واتخذه القاصى والدانى واسطة الارشاد في السلوك الى رب العالمين
والمولى الذي لمن تشخص عظيم قدره
واضطلاعه بالخلافة النبوية في نهي الله وامره
ان كان ممن له حياء ذاب حياء
او كان ممن له شعور طارت نفسه شعاعا وانبثت هباء
سيدي عبدالرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي رضي الله عنه ونفعنا ببركاته
وجعلنا ممن سلك مسالك كمل الرجال في سكناته وحركاته
تفسيرا حوى من نوابغ البيان اوضحها
ومن نقل الاقوال امتنها وارجحها
طوى كشحه عما ضعف نقله
وافرغ نصحه فيما جزل نفعه وجل فصله
انتخل التفاسير انتخالا
وروق منها ما صفا مشربه زلالا حلالا
وضرب بما يشم رائحة البدعة عرض الجدار
وشخص للقارئى اخلاق الصحابة والسلف الاخيار
اذ هم القدوة في هذه المسالك على التحقيق
وهم الذين من لم يسر على ءاثارهم فقد ضل سواء الطريق
وهل الامة المحمدية التي نسئل الله تعالى ان يجعلنا منها الا هؤلاء المتقون
الذين اثنى عليهم الرب الكريم بقوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطعما ومما رزقناهم ينفقون
وهل يطمع ان يعد في عدادهم
الا من سدد قوله وفعله بسدادهم
وهل حصل ما حصل هذا السيد الجليل من المكانة عند الله على ما هو حسن المعتقد
ورفع الكعب بين العباد كما هو معروف لا ينكره احد
الا باتباع الحق بين الخلق
واطراح الهوى وسلوك سبل الجد والصدق
وهي وراثة نبوية مقسومة على ذوى الارحام في الدين
ممن الزم نفسه قصر طرفه على العمل باقوال وافعال سيد المرسلين
والعلماء العاملون ورثة الانبياء
وهم الاتقياء والاصفياء والاولياء

الصفحة 460