كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 4)

واحِدٌ"، ثُمَّ أُتِينا بطَبَقٍ فيهِ ألوانُ التمرِ، فجعلتُ آكُلُ منْ بينِ يدَيَّ، وجالَتْ يدُ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في الطَّبَقِ، فقال النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "يا عِكْراشُ كُلْ مِنْ حيثُ شِئْتَ فإنه غيرُ لَونٍ"، غريب.
"عن عِكْراش" بكسر العين ثم السكون.
"ابن ذُؤَيب" بضم الذال المعجمة وفتح الواو ثم السكون.
"قال: أُتِينا بجَفْنَة كثيرةٍ الثَّرِيد والوَذْر" بفتح الواو وسكون الذال المعجمة: جمع وَذْرَة، وهي القطعة من اللحم الذي لا عظم فيه.
"فخبطتُ بيدي"؛ أي: أَدَرْتُها، "في نواحيها"، مِن: خبطَ البعيرُ بيده إذا ضربَ بها.
"فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - كلْ مِن موضعٍ واحدٌ؛ فإنه طعامٌ واحدِ، ثم أُتِينا بطبقٍ فيه ألوانُ التمر"؛ أي: أنواعه.
"فجعلتُ آكْلُ مِن بينِ يديَّ، وجالتْ يدُ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم"، أي: دارَتْ "في الطبق، فقالَ يا عِكْرَاش: كلْ من حيثُ شئتَ فإنه غيرُ لَوْنٍ"، وفيه تنبيهٌ على أن الفاكهةَ إذا كانت لونًا واحدًا لا يجوزُ أن يَخْبطَ بيده كالطعام، وعلى أن الطعامَ إذا كان ذا ألوان يجوزُ أن يخبطَ ويأكلَ في أي نوع يريد.

3263 - وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذَ أهلَهُ الوَعَكُ أمرَ بالحِساءَ فصُنِعَ، ثُمَّ أَمَرهُمْ فحَسَوْا منهُ، وكانَ يقولُ: "إنَّه لَيَرْتُو فُؤادَ الحزينِ وَيَسْرُو عنْ فُؤادِ السَّقيمِ كما تَسْرُو إحْداكُنَّ الوَسَخَ بالماء عنْ وجهِها"، صحيح.

الصفحة 572