كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 4)

"من الصحاح": " عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال: كان رسول صلى الله تعالى عليه وسلم يتنفَّسُ في الشراب ثلاثًا"؛ أي: يشربُ بثلاثِ مراتٍ، يُبين الإناءَ عن فمه كل مرة.
"ويقول: إنه أَرْوَى"؛ أي: أشدُّ رواء وأَدْفَعُ للعطش.
"وأبَرأُ": من البُرْء؛ أي: أكثرُ براءَ؛ أي: صحةً للبَدَن.
"وأَمْرَأُ"؛ أي: أَكْثَرَ مَراءةً.
* * *

3279 - عن بن عباس - رضي الله عنهما - قال: "نَهَى النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الشُّربِ مِنْ فِيِّ السِّقاءِ".
"عن ابن عباسٍ - رضي الله تعالى عنهما - قال: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن الشربِ مِن في السِّقَاء"؛ أي: من فم القِرْبة، وإنما نهى عن ذلك لِلَّعبِ المذموم، فإِنَّ جريان الماء وانصبابَه في الحَلْق دفعةً مُضرٌّ بالمعدة، وقد أمرَ - صلى الله عليه وسلم - بمصِّ الماء عند شُرْبه، ولا يمكنُ ذلك، ولا يمسكُ مِن فم السقاء، أو نهى عنه كي لا يدخلَ في جوفه شيءٌ مُؤْذٍ يكونُ في القِرْبَة وهو لا يعلَم به؛ لِمَا رُوِيَ عن أَيُّوب: أن رجلًا شربَ من فم قِربةٍ فدخلتْ جوفهَ حيةٌ.
* * *

3280 - وعن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ - رضي الله عنه - قال: نَهَى النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عنِ اخْتِناثِ الأسْقِيَةِ، يعني أنْ تُكسَرَ أفواهُها فيُشرَبَ منها.
"عن أبي سَعيد الخدريِّ - رضي الله تعالى عنه - قال: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن

الصفحة 586