كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 4)

"عن أبي موسى قال: قال رسولُ الله صلَّى الله تعالى عليه وسلم: إنَّ هذه النارَ"؛ أي: النار التي يُخافُ من انتشارها.
"إنما هي عدٌّو لكم"، وهذا القصدُ بطريق الادِّعاء مبالغةً في التحذير عن إبقائها مع أنَّ كثيرًا من المنافعِ مربوطٌ بها.
"فإذا نمتُم فأطفئوها عنكم"، المرادُ به إسكانُها بحيث لا يخاف عن إضرارِها، الجار والمجرور متعلِّقٌ بمحذوف؛ أي: متجاوزًا ضرارها عنكم.
* * *

مِنَ الحِسَان:

3316 - عن جابرٍ - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سمعتُمْ نبُاحَ الكِلابِ ونهيقَ الحميرِ من اللَّيل فتعوَّذُوا بالله من الشَّيطانِ الرَّجيم، فإنهنَّ يَرَوْنَ ما لا ترَوْنَ، وأقِلُّوا الخُروجَ إذا هدأتِ الأرجُلُ فإنَّ الله عز وجل يَبُثُّ مِنْ خَلْقِهِ في ليلته ما يشاءُ، وأجِيفُوا الأبوابَ واذكُرُوا اسمَ الله عليه، فإنَّ الشَّيطانَ لا يفتحُ بابًا إذا أُجِيفَ وذُكِرَ اسمُ الله عليه، وغطُّوا الجِرارَ وأكْفِئوا الآنيةَ وأوْكُوا القِرَبَ".

"من الحسان":
" عن جابرٍ - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا سمعتُم نباحَ الكَلْبِ ونهيقَ الحَمير"، جمع الحمار.
"مِن الليل، فتعوَّذُوا بالله من الشيطان، فإنهنَّ يرين ما لا تَرون"؛ أي: إنهن يَرين الشيطانَ.
"وأقِلُّوا الخُروجَ"؛ أي: مِن بيوتكم.
"إذا هدأَتِ الأرجل" جمع الرِّجل؛ أي: سكنت.
"فإن الله يبثُّ"؛ أي: ينشر ويفرِّقُ "مِن خَلْقهِ" من الجِن والشياطينِ

الصفحة 605