كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 4)

" صفحة رقم 148 "
الأنعام : ( 59 ) وعنده مفاتح الغيب . . . . .
السقوط : الوقوع من علو . الورقة : واحدة الورق من النبات والكاغد وهي معروفة . الرطب واليابس معروفان يقال رطب فهو رطب ورطيب ويبس وييبس ، وشذ فيه يبس بحذف الياء وكسر الباء . الكرب الغم يأخذ بالنفس كربت الرجل فهو مكروب . قال الشاعر : ومكروب كشفت الكرب عنه
بطعنة فيصل لما دعاني
الشيعة : الفرقة تتبع الأخرى ويجمع على أشياع ، وشيعت فلاناً اتبعته وتقول : العرب شاعكم السلام أي اتبعكم وأشاعكم الله السلم أي اتبعكم . الإبسال : تسليم المرء نفسه للهلاك ويقال أبسلت ولدي أرهنته ، قال الشاعر : وابسالي بني بغير جرم
بعوناه ولا بدم مراق
بعوناه جنيناه والبعوا الجناية . الحميم : الماء الحار . الحيرة : التردد في الأمر لا يهتدي إلى مخرج منه ومنه تحير الماء في الغيم يقال حار يحار حيرة وحيراً وحيراناً وحيرورة . الصور : جمع صورة والصور القرن بلغة أهل اليمن . قال : نحن نطحناهم غداة الجمعين
بالشامخات في غبار النقعين
نطحاً شديداً لا كنطح الصورين
) وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ( لما قال تعالى : إن الحكم إلا لله وقال هو أعلم بالظالمين بعد قوله ) مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ( انتقل من خاص إلى عام وهو علم الله بجميع الأمور الغيبية ، واستعارة للقدرة عليها المفاتح لما كانت سبباً للوصول إلى الشيء فاندرج في هذا العام ما استعجلوا وقوعه وغيره . والمفاتح جمع مفتح بكسر الميم وهي الآية التي يفتح بها ما أغلق . قال الزهراوي : ومفتح أفصح من مفتاح ويحتمل أن يكون جمع مفتاح لأنه يجوز في مثل هذا أن لا يؤتى فيه بالياء قالوا : مصابح ومحارب وقراقر في جميع مصباح وقرقور . وقرأ ابن السميقع : مفاتيح بالياء وروي عن بعضهم مفتاح الغيب على التوحيد . وقيل : جمع مفتح بفتح الميم ويكون للمكان أي أماكن الغيب ومواضعها يفتح عن المغيبات ويؤيده ما روي عن ابن عباس إنها خزائن المطر والنبات ونزول العذاب . وقال السدي : وغيره خزائن الغيب . وروي عن ابن عمر عنه عليه السلام أنه قال : ( مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ) ، ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ( إلى آخر السورة . وقيل : ) مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ( الأمور التي يستدلّ بها على الغائب فتعلم حقيقته من قولك : فتحت على الإمام إذا عرّفته ما نسي . وقال أبو مسعود : أوتي نبيكم كل شيء إلا مفاتح الغيب . وروي عن ابن عباس أنها خزائن غيب السموات والأرض من الأقدار

الصفحة 148